شبهات إبراهيم بن بنيّ

القرءان هو الهدى للجميع لو تدبروا ءاياته. ولكن لا يعني هذا أن يقوم أحد بتفريغ ألفاظه من معانيها الحق سواء بحصرها في تاريخانية مظنونة كما فعل التراثيون من المتسننة والمتشيعة، أو في وهم من صنع الخيال كما يفعل المتعصرنون . والمناهج التحليلية، ووسائل الإدراك ـ لا الحواس ـ تتطور تراكميًا بمرور الزمان. ولكن في الأزمنة البعيدة من بَعد ءادم لم تكن البشرية قد تأهلت بعد للحصول علي هذا التطور، وبالتالي فلم تتمكن هذه البشرية ـ ولقرون طويلة ـ من القيام بالبحث العلمي الدقيق القائم على جمع وتصنيف وتطوير المعارف والاكتشافات، ودراسة العلاقات بينها ضمن مناهج علمية محددة تُمَكِّنَهُم من استطلاع الطرق التي يعمل بها العالم، وأصل الكون الّذي نعيش فيه، نزولاً إلى تركيب الجزيئات، ومرورًا بمُسببات سلوكنا. فللأسف ـ وبكل أسف ـ قامت البشرية بتعطيل مسيرتها المنشودة؛ فراح السلف الطالح يعيث في الأرض فسادًا، وظلت القلة المؤمنة غير مستطيعة لتحقيق ما شرعه الله للبشرية من سموّ وارتقاء (جعله لهم اختيارًا)، وظلّ هذا التباطؤ يتراكم، وقلوب البشر تقسو ويصعب عليها العلم، فغلب الفراغ الديني والامتلاء الشيطاني، وأصبحا سيدا الموقف، فتمخضا عن حثالة من الدراويش، حصروا الدين في عمامات وأزياء، وحركات وطقوس، وتخلف علمّي ظاهر، وبُعد فراغي فاحش. وأورثهم سلوكهم ذلك بُعْدًا من الله العليم، رب العلم والعلماء.

ومع تخلف وتباطؤ البشرية كانت كُتبهم تأتيهم على قدر ما وصلوا إليه ، فمن غير المعقول أن تُحَدّث من لا يعرف التلاوة والخطّ في قواعد الّسان والصرف، والأدب، والفيزياء النووية، والكيمياء الحيوية . . وهكذا. ومن ثمّ فقد كانت مُعْجِزات الرسل السابقين تأتي حسيّة، وقتية، كبينة وبرهان من الله على نسبة الرسالات إليه، ليؤمن الناس عن بينة، ويهلك من يهلك منهم عن بينة، فهو خالقهم الرحمن الرحيم، لا يتدخل في اختياراتهم، ولكنه يصلي عليهم هو وملائكته ليخرجهم من الظُلُمات إلى النور بفضله ومنّه وكرمه ورحمته. ولكن أكثر الناس لا يؤمنون برغم البيّنات التي صاحبت الرسالات. ومن ثم فلن تبدأ رحلة “الدرجة الأولى” من درجات السلم الارتقائي لإصلاح نفوسهم أولاً، تمهيدًا لارتقاءهم للدرجة الثانية الخاصّة بالارتقاء المعرفي.

من هنا؛ ومن منطلق العلم والترقي؛ جاء القرءان كبديل أفضل للمُعْجِزات الحسّية، وكأيات توافق أهل العلم الّذين سيرتفع سقفهم المعرفي مع مرور القرون والسنين، وتُساهم في تسريع رقيّ البشرية وفي توجيه سعيها الحثيث نحو المعرفة، وذلك بعد أن تطورت وسائل الإدراك، ومناهج البحث والتحليل. وكتابنا هو صحف مطهرة فيها كتب (سور) قيمة، كل كتاب يندرج تحته أبواب من العلم ـ كما سيأتي ـ مبثوثة في ءاياته. ثم إن هذا الكتاب بصفته كتاب إلاهي؛ فقد كان من اللازم أن يكون على مستوى المقام السامي العليّ، ومن ثم فقد عكس الكتاب بعض ما تحمله الأسماء الحُسنى من سمات. وهذه الأسماء هى التي تُعَرِّفنا بربنا، ولكي تُصان هذه الأسماء عن العبث أو التلاعب بها فقد ضمّنها الله تعالى كتابه، ثم طبع كتابه بهذه الأسماء. فهو سبحانه يخاطب الناس برسالاته ليرتقوا ويصيروا كما ينبغي لهم: المخلوق الّذي نفخ فيه الروح وسجدت له الملائكة. ومن ثم فقد جاءت الكتب تحمل سمات لا تُخطئها عين المؤمن، وجُعِلَت بحيث تُلْقي بظلالها على شخصية المؤمن فتطبعه هو أيضًا بها، وبالتالي فيكون المؤمن أقرب ما يكون في منهجه لما عليه الأسماء الحُسْنى من سموّ وعلوّ ورقيّ وكمال.

ـ فالله تعالى ـ مثلاً ـ هو العليّ الحكيم، وجاء كتابه يحمل نفس الخصائص؛ فيقول تعالى:

“حم ● وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ● إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ● وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ” الزخرف.

ـ والله تعالى ـ مثلاً ـ هو المؤمن، وكتابه دعوة خالصة للإيمان. وعلى من يُصَدِّقُ بالكتاب أن يكون مؤمنًا هو أيضًا بما في الكتاب من قضايا الإيمان.

ـ والإيمان يلزمه علم، والكتاب مستودع للعلم من الله تعالى العليم:

“وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” الأعراف.

“وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ” الرعد.

والمؤمن ينبغي أن يكون على علم يسمح له بالتعاطي مع العلم المنزل في الكتاب بحسب وسعه.

ـ والله تعالى ـ مثلاً ـ هو نور السماوات والأرض. وكتابه نورٌ يُخْرِجُ الّذين ءامنوا من الظلمات إلى النور. والمُفْتَرض هو أن يكون المؤمن في حياته نورًا يمشي بين الناس، يُبَصّرَهُم بالحق والخير، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المُنْكَر.

ـ والله تعالى هو القائم بالقسط. وجاءت كتبه كي تحقق هذا القسط بين الناس وخالقهم، وبين بعضهم البعض، وتنهى عن الظلم بكل مراتبه، وكذلك المؤمن ينبغي له أن يمشي في الناس بالقسط هو أيضًا.

وهكذا تنعكس أسماء الله تعالى على شخصية الكتاب، وتنعكس شخصية الكتاب المُنَزّل على شخصية المؤمن ليصير مُمَنْهَجًا، ودقيقًا، وعالمًا، وباحثًا، ودارسًا، وعاقلاً، ومتبصرًا، وراقيًا كما الكتاب الّذي رقّاه. لا كما هو عليه البعيدون عن الكتاب من قلة عقل، وقلة علم، وتعميم، وسطحية، وجهل بما حولهم، وبمألهم.

إنّ الكتاب الخاتم، الأتي مع خاتم النبيين كان له وضع خاصّ يتفق مع ارتقاء البشرية العلمي وطول بقائها، ولذا فقد تمّ دمج الأيات بالكتاب، وصيغت بحيث يحتوي الكتاب على جزء ثابت كما الكتب السابقة، وجزء ءاخر مُتًحَرِّك يتوافق ـ دائمًا ـ مع حركة التطور وتراكم العلم بمرور الزمان. وهذا الجزء المتحرك دُمِجَت به المعارف العلمية بشكل مُعْجِز ومُبَسّط، وذلك في إطار تقعيدي علمي، بحيث يوافق السقف العلمي لكل زمان، وبالتالي فقد أضيفت على صفات شخصية المؤمن أن ينتبه لهذا التقعيد ليفهم منه بعض حقائق الوجود، وليزداد معرفة بخالقه سبحانه.

ثم إن هذا الكتاب يتميز بالدقة المتناهية، وبالتالي فقد أضيفت على صفات شخصية المؤمن أن يكون على مُسْتَوى هذه الدقة، وإلا سيظل إيمانه سطحيًا، وسيقع في براثن كهنوت الرواية والفقه الروائي، أو في براثن المتعصرنة الّذين وجهوا مكرهم لإفراغ الكتاب من محتواه الحق بإحلال باطلهم محله.

إذًا فالكتاب به كتابين، أحدهما كتاب المُحْكَمِ، به الأيات المُحْكَمات، وسماه تعالى بـ “أم الكتاب”. والأخر هو كتاب المتشابه، به الأيات المتشابهات:

” هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ “.

إن الله تعالى يضع هنا في هذه الأية وغيرها من الأيات منهجًا وهيكلاً يجب على المؤمن الدارس للكتاب أن ينتهجه ويلتزم به خلال دراسته لأيات الكتاب. فالمنهج ذاتي، مزروع في الكتاب نفسه ليكون له نفس سمة الربانية الموسوم بها الكتاب، ونفس مستوى الثبات والحفظ؛ إذ إن هذا المنهج هو الّذي سيتمخض عنه تدبر الكتاب وقراءة ما يستطيع كل قارئ منه. وبذلك تصير قراءة الدارسين واحدة، فلا يذهب كل واحد منهم في اتجاه غير الأخر ـ كما يحدث الأن ـ، ومن ثم يتراكم العلم، وتتمخض الدراسات المتعددة عن قاعدة معلومات للدارس الجديد، تُسهل عليه الدراسة، وتُمكنه من الابتداء من حيث انتهى الأخرون.

وكنت قد ذكرت في مقدمة كتابي “فتح الإله” إلي أن كون الكتاب احتوي علي هذه الحقائق، ونبّه إلي هذه الدقائق فإن ذلك لا يجعله كتاب علوم أو صنائع، كما أنه ليس كتاب طقوس وشرائع، وإنما هو كتاب شامل كامل، يبني عقلية وشخصية المؤمن قلبًا وقالبًا، ويأخذ بيد المهتدي به إلي الرقيِّ الحقيقِّي الذي يسمو به إلي مصاف التقاة، فيتشرفون بالمعيّة، ويتجردون من الذاتية، ويغرقون في العبودية، فيُصبحون هجدًا، ويبيتون سجدًا، ينتظرون موعدًا مؤكدًا.

ومنذ مدة ليست بالطويلة خرج علينا تيار يريد أن يُفرغ الكتاب من مضمونه بحصره في العلم الكوني، وإعطاء كل كلمة دلالة من دلالات العصر الحديث، وصرف النظر عن معانيه الحقيقية، حتى أن أحدهم جعل من الله سبحانه هو السنن الكونية . وهى مقولة المُلْحِدين ولكن بالتفاف وخبث.

مثل هذه الأقوال جمعها مجهول معاصر سمى نفسه: “إبراهيم بن نبي”، قام مع غيره بإنشاء المنتدي الحالي المُسَمّي بمعراج القلم. وحاول ـ وما يزال يُحاول بكل ما يملك من جهد ـ تفريغ ألفاظ القرءان من معانيها من خلال عصرنة الأيات كما يزعم، فيُلبسها من خياله أوهامًا لا تنتهي، ويجعل من الأيات شيء ءاخر.

وإذا ما عارضه أحد ثار وسبّ وشتم وهيَّج مجموعة الحثالة الّذين جمعهم حوله من أزواجه، فيجد المعارض نفسه وسط مجموعة من السفلة الّذين يسبون له دينه وربه، ويقرعونه بأحطِّ الألفاظ (وسأورد نماذجًا من كل ذلك في الصفحات القادمة).

محال أن يقرأ أحد ردوده علي مخالفيه ويقول إن هذا الرجل يعلم عن أخلاق القرءان شيئًا. إن المؤمن بالقرءان حق الإيمان يتغير خطابه، ويتبدل جوابه، ويلين لإخوانه، ويعزَبُ لسانه، ويتخلق بأخلاق الرسول الأسوة: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”. ولكن الرجل ـ والحق يُقال ـ لا يعنيه القرءان في شيء إلا في تمرير أجندته المعدة سلفًا والتي علي أول أولوياتها هدم القرءان تمامًا . بل إنه رأس حربة لمن سمّوا أنفسهم بالمجددين من الشيعة الإمامية الإثنا عشرية.

قوله إنَّ اللهَ هو السنن الكونية

لقد أراد إبراهيم هدم عبادة الصلاة المؤدية لتحقيق مفهوم الصلاة، وهدم العبادات عمومًا، وتبديل كل ما يستطيع من معاني القرءان، فبدأ بالهجوم على الله تعالى لينفي كونه ذاتًا، وإنما هو السنن الكونية، وبالتالي يتسرب الإلحاد لنفس مُصَدّقه. فالمُلْحِدُ يقول إن الكون يحكمه سنن كونية، ولا وجود لله كذات؛ انظروا لقوله :

“لفظ الله هو عنوان السنن الكونية وليس لفظ الله ذاتا كمّا تصوّروا ويكفي أن تحذف من لفظ الله أل التعريف “أل” ليتبخر اللفظ”. انظروا للجهل الشنيع؛ الرجل يقول أن اسم الله تعالي أصله هو “له ” معرفة بأل فيكون المُجمل هو “الله” ال له. انظروا لقوله:

“فهذا اللفظ هو الوحيد في القرءان الذي لا يمكن أن يكتب دون أل التعريف والسبب أن هذا اللفظ لا يمثل ماهية وذات بل سننا تعرف”.

“والحكم لله يوم القيامة ببيان الإختلاف وأشير مكررا أنّ الله هو عنوان السنن الكونية فهي من ستُظهر حيثيات هذا الإختلاف”.

“والله هو الشهيد أي أنّ السنن الكونية هي من يشهد . .”.

وبتقويض كون الله تعالى هو ذات له الأسماء الحُسْنى يتقوض البناء كله ويتشوش عقل المطالع لكلامه والمُصَدِّق له. وهو مُستمر في دس السم وسط كلامه؛ انظروا:

“. . ففي كوني؛ الله بمعنى السنن التي تضبط الكون وتسيره “.

فهو يريد تنحية الله تعالى من عقل أتباعه ليُحِلّ محله السنن التي خلقها سبحانه. وهى نفس مقولة المُلْحِدين . . . فتأمل لشخص المُلْحِد الكامن بداخله، والذي يُحادّ الله تعالى، بتنميق الألفاظ، وتزويق الكلام، وزخرفة القول، فيقول إنه مؤمن بالله، ثم يقول بعدها:

“ولكن الله هو السنن الكونية”؛ انظروا لقوله: “نبهت الأية خطورة إبتداع أراء على السنن الكونية ورميها بالعجز عن تنظيم التوازن لوحدها وهذا ما تدل عليه عبارة: ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب”.

فعمد إلى قول الله تعالى:

“وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ”،

فجعله: “إبتداع أراء على السنن الكونية ورميها بالعجز عن تنظيم التوازن”.

ويقول المتعصرن إبراهيم: “وبدل دراسة السنن المعبر عنه بلفظ “الله” سينحى القوم إلى إتخاد آلهة أخرى”.

وعندما يقول الله إنه ليس له ولد “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا” يقول المُتَعصرن: “السنن الكونية لا تتغير وليس هناك كسر لها وهذا هو مقصد أنّ الله ليس له ولد في القرءان”.

وعندما يقول الله تعالى إنه هو فقط الّذي عنده علم الساعة ” إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ”، يقول المُتَعَصرن إبراهيم: “فليس الله ذاتا يخفي زمن الساعة بل لفظ الله في القرءان عنوان للسنن الناظمة لسير الكون ، فمن يريد معرفة زمن الساعة عليه بالإرتقاء في معرفة السنن”. يقول هذا برغم قول الله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ”. الله يقول إن علم الساعة عنده هو وإبراهيم المُتَعَصرن يقول: “من يريد معرفة زمن الساعة عليه بالإرتقاء في معرفة السنن”!!!

ويقول المتعصرنون إن المتكلم بصيغة الجمع في القرءان ليس الله، وإنما هم جماعة، وضربوا لذلك أمثلة كقوله تعالى: “وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ● فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ● وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ● قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ● قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ● فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ● إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ● يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ”.

قوله إنَّ الملائكة هم الكواركات

ويقول المتعصرن إبراهيم: إن الملائكة ليسوا بمخلوقات عاقلة، وإنما هم مكونات الذرات المسماة بالكواركات. ويقول المتعصرنون إن خط القرءان موصول وخط التوراة مفصول لأن القرءان مبين وكتاب موسى مستبين حيث إن دليل لفظ المبين هو الإتصال بينما دليل لفظ المستبين هو الإنفصال بدخول السين عليه.

ويقولون إن سورة “الصافات” تصور صف الموجودات كلّها وخاصة صف الأحماض الأمينية. ويقولون إن الكون متصل وكل أية فيه متصلة بغيرها من الأيات الكونية وكذالك القرءان كل أية فيه متصلة بغيرها من الأيات القرءانية.

ويقولون إن فواتح السور لا تحمل قوى فعل إلاّ رمز المد الموجي ليدل ذلك على إنتقال طاقة موجية تخبرنا أنّ الحرف يتصل بغيره من الحروف في القرءان بفعل قوّة تنشأ طاقة ربط وتغير ماهية الحروف المتصلة لتعطي مفهوما جديدا. ويقولون إن الحرف يحمل مفهومًا مستقلاً لكنه باتصاله ينشأ لفظ ذو مفهوم جديد مختلف عن مفهوم كل حرف على حده وذلك قياسًا على أن اتصال الكوركات يكوّن جزيئات أولية مختلفة الماهية تمامًا عن مكوّناتها الأساسية وكذلك ذرات الهيدروجين بإتصالها بذرات الأوكسجين تعطي الماء الّذي تختلف ماهيته عن ذراته التي تكوّنه. ويقولون بوجود بنية ربط بين حروف كل لفظ، وأن هذه البنية هى التي تعطي لكل لفظ مفهومه. ويقولون بضرورة معرفة بنية الربط بين حروف كل لفظ لمعرفة المفهوم النهائي للفظّ. ويقولون إن مفهوم اللفظ في القرءان مرتبط بجذر اللفظ في صياغته العربية قبل أن يصبح هذا اللفظ مبينا متصلة أجزاءه ومرتبطة به قوى الفعل فيه. ويقولون إن جذرية الأية تعني وجود الألفاظ كجذر ووجودالرموز الداخلة على جسم الأية. ويقولون إن عربية السورة هي وجود الأيات فيها كجذر وترقيم هاته الأيات التي يجعل من السورة وحدة موضوعية. ويقولون إن عقل الأمر يعني دائما تجاوز الأمر إلى ما بعده والربط بين الأشياء المبصرة ليصيغ بها بعد إستخراج مفاهيمها الجديد في عالم الخلق. ويقولون إن مفهوم اللفظ مؤَسسُُ من جذره من دون أن يكون للسياق دور في تحديد هذا المفهوم.

ويقولون إن الكتاب لا تشريع فيه وإنما هو دليل (كالفنار) يهدي من بعيد، وعلى كل جيل وعصر أن يقوم بتشريع ما يراه من أحكام في ضوء هدي الكتاب الذي يظهر من خلال قراءته قراءة جديدة من خلال الربط بينه وبين الكون.

ويقول المتعصرن إبراهيم إن الكعبة لم تعد هى الكعبة المعروفة،

والمسجد الحرام هو الأرض كلها ، والصلاة لم تعد لها أي مصداقية كشعيرة بل هى مفهوم سلوكي حياتي،

والصيام ليس هو الصيام،

والشهر ليس هو الشهر،

والشيطان هو ما يعتري الإنسان من وهم !!

ويقول المتعصرن إبراهيم إن الزنا ليس هو الزنا المعروف،

والزاني ليس هو الذكر الزاني، والزانية ليست هى الأنثى الزانية،

وجلد الزاني ليس هو الجلد وإنما فقد الحصانة !!!

ويقول المتعصرن إبراهيم إن النبي يعقوب يرمز لكوكب المريخ، وأن معنى ارتداد بصر يعقوب هو أنّ الإنسانية ستنجح في زرع غلاف جوّي في يعقوب “المريخ”. والتبديل بخلاف ما ذكرت كثير جدًا.

سرقات رئيس المتعصرنة

وليعجب القاريء عندما يعلم أن المتعصرن إبراهيم سرق معظم الأقوال التي زخرف بهاهذا “العبط الخاص الّذي تفرد به” من غيره، وقد كشفت سرقاته هذه بإرجاعها لأصحابها بالروابط، بل واستدعيت للمنتدى الأستاذ/ سمير إبراهيم خليل حسن (وهو أحد من سرق إبراهيم فكرهم) وتم تصعيد الموضوع داخل المنتدى، وسبّ إبراهيم وشتم حتى شبهنا بالموامس. وسب أقزامه وشتموا حتى سبوا الله تعالى ودينه. ولم يفعل الإشراف سوى حذف السب، وظل إبراهيم يخط ويخط، . . . .

ثم فجأة : . . . اختفى المنتدى لبضعة أيام،

ثم اختفى إبراهيم المتعصرن لأيام أُخرى بعد عودة المُنتدى،

ثم عاد المنتدى لتاريخ قديم قبل فضح المتعصرن إبراهيم بشهور ليتم تنظيف صورته مرة أُخرى أمام الزوار والمشتركين الجدد، ولنشعر نحن (أنا والمسروقون) بالإحباط من تحقيق فائدة من ملاحقته.

العجيب أن تعمية إبراهيم لمريديه وَصَلت إلي درجة أن المريدين لم يشاءوا أن يُصَدِّقوا أنّ الجَهبذ إبراهيم هُوَ لِصٌّ لا يَمْلُك أدوات العِلم، وأوّلُها النزاهة والصِدْق، فيقول مريده المدعو بعمر يوسف:

“الأخوة الكرام؛ شهادة للمجهود الذي يقوم به الأخ العزيز بن نبي التالي بعض المقالات من المنتدي القديم (الفكر الحر) حتي نتبين تحديدا متي كانت هناك سرقة (هههههههه)”.

ثُمّ راح ينقل ما حسبه شيئًا، ولم يعلم أن السرقة قديمة، ولَم يُكَلِّفُ نَفْسَهُ التدقيق، حتى فوجيء وصُدِم بالحقائق تترى، حتى تَوَّجها اعترف إبراهيم أخيرًا بأنه سرق مِن الأخرين، ولَكِنَّهُ سماه اقتباسًا، فقال:

رفعا للشكوك. أعتز بالأستاذ سمير ابراهيم حسن فهو سيّدي وربّي في كثير من الأفكار. ولم انف يوما هذا بل أكدته مرارا وأكتب دون ذكر للمراجع وأحاول الإستفادة إلى أقصى حد ممّا يكتبه الأستاذ حسن فهو عندي باحث و مفكر من الطراز الرفيع. وإن أراد أن أذكر مظان إقتباساتي منه فسأوضحها بالتفصيل

 مشاركة رقم  43      20/9/2007

ولن أطيل هنا في استعراض التفاصيل، ولندخل في صلب تفنيد شبهاتهم.

 

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x