الأَحْزَابُ 23

قُلْنَا إِنَّ لَفْظَ “الرَّجُل” ـ بِضَمِّ الجِيِمِ ـ مِنَ الرَّجْلِ، وَجَمْعُهُ رِجَالٌ. وَالرَّجْلُ مِنَ الرِّجْلِ. وَالرِّجْلُ هِىَ العُضْوُ المَسْؤُولُ عَنِ الحَرَكَةِ وَالانْتِقَالِ فِى الإنْسَانِ، وَبِالتَالِى فَقَدْ أصْبَحَ الرَّجْلُ هُوَ صِفةٌ تُطْلَقُ عَلَي مَنْ يَسْتَخْدِمَ رِجْلَهُ لِيَسْعَىَ وَيَنْتَقِل بِمُفْرَدِهِ مِنْ مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ ءَاخَرَ. وَيُوَضِّحُ ذَلِكَ مَا قَالَهُ اللهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الحَجِّ؛ وَفِيِهِ:

وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍۢ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍۢ ﴿٢٧﴾“.

فَقَوْلُهُ تَعَالَى:”يَأْتُوكَ رِجَالًۭا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ“، يُبَيِّنُ وَسِيلَةَ الانْتِقَالِ إلَى الحَجِّ، سَوَاءٌ بِالرِّجْلِ، أوْ بِالضَّامِرِ. وَنَفْهَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ سَيَنْتَقِلُونَ إلَى الحَجِّ؛ مِنْهُم ذُكُورٌ مِنَ الرِّجَالِ، وَمِنْهُم إنَاثٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَمَا أنَّ مِنْهُم ذُكُورٌ سَيَنْتَقِلُونَ عَلَى الضَّامِرِ، وَمِنْهُم إنَاثٌ سَيَنْتَقِلْنَ عَلَى الضَّامِرِ.

كَذَلِكَ الحَالُ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى:

مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَـٰهَدُوا ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾الأحزاب.

فالمَسْأَلَةُ ـ بَدَاهَةً ـ لَيْسَت وَقْفًا عَلَى الذُّكُورِ دُونًا عَنِ النِّسَاءِ، وَإنَّمَا المَقْصُودُ هُنَا بالرِّجَالِ هُم مَنْ يَرْجَلُونَ فِى دِيِنِهِم مِنَ الجِنْسَيْنِ.

كَذَلِكَ فَإِنَّ مَنْ يَرْجُل فَى أىِّ مَجَالٍ فَهُوَ مِنْ رِجَالِهِ، وَمَنْ يَنْسَأَ فِيِهِ فَهُوَ مِنْ نِسَآئِهِ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنِ الجِنْسِ ذَكَرًا كَانَ أمْ أُنْثَى.

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x